بحث حول دافعية الانجاز

تمهيد
تعد الدافعية القوى المحركة التي تدفع الفرد وتوجه سلوكه نحو هدف معين فهي من العناصر الأساسية التي تؤثر في سلوك الفرد ، الأمر الذي أعطاها أهمية كبيرة ضمن موضوعات علم النفس، فالإنسان يعيش حياته مدفوعا نحو تحقيق أهدافه التي تبلور معنى الحياة عنده، ومن ثم يمكن تفسير كثير من سلوك الإنساني في ضوء دافعية الفرد، كما أن أداء الفرد وإقباله على القيام بأعمال معينة مرهون بنوعية الدافعية لديه، ولذلك نجد أن تباين سلوك الأفراد من الناحية الكمية والكيفية في الموقف الواحد أو تباين سلوك الفرد في المواقف المختلفة قد يكون سببه الأساسي هو الدافعية .




أولا :الدافعية
1-            مفهوم الدافعية
الدافعية تأخذ عدة تعارف من بينها:
أحمد عزت راجح: حالة داخلية جسمية أو نفسية تثير السلوك وتوجهه نحو غاية معينة.
(عويد سلطان المشعان : 1994، ص.183)
يرى أتكنسون .(1976، J.atkinson  ) أن الدافعية تعني استعداد الكائن الحي لبذل أقصى جهد لديه من أجل تحقيق هدف معين . (ثائر أحمد غباري :2008،ص. 16)
يعرفها عدس وتوق (1984) : عبارة عن الحالات الداخلية أو الخارجية للإنسان التي تحرك السلوك و توجهه نحو هدف أو غرض معين و تحافظ على استمراريته حتى يتحقق ذلك الهدف.(علي أحمد عبد الرحمان عيا صرة:2006،ص.89)
يعرفها عبد الخالق 1991 : الحاجة لدى الفرد للتغلب على العقبات ، وهي الميل إلى وضع مستويات مرتفعة من الأداء والسعي نحو تحقيقها والعمل بمواظبة شديدة ومثابرة مستمرة ويؤكد كذلك على أن الدافعية هي الأداء في ضوء مستوى الامتياز والتفوق.
 (كامل محمد عويضة : 1996،ص. 183)
يرى عبد الرحمان بن بريكة: أن الدافعية تعبر عن الحالة التي يعيشها الفرد حتى تعمل على استثارة السلوك وتنشيطه وتوجيهه نحو هدف معين ويمكن أن يستدل على هذه الحالة من تتبعات السلوك الموجه نحو الهدف وتنتهي هذه التتبعات بتحقيق الهدف موضع الدافع. (عبدالرحمان  بن بريكة ،1995،ص.199)
عرفها أتكنسون: بأنها استعداد الفرد للمجاهدة في سبيل تحقيق أهداف معينة و يتضمن هذا تقرير العلاقة التي توجد بين جوانب ثلاثة وهي:الدافع "motive"و الباعث "incentive"و توقع الباحثincentive expectation".(عفاف وسطاني:2010،ص.53)
حيث أوضح كل من كاتل و كلين "أن للدافعية ثلاث جوانب تتمثل كالأتي:
الأول : الميل بشكل تلقائي لبعض الأشياء دون البعض الأخر.
الثاني : إظهار حالة انفعالية خاصة بالحافز ومدى تأثيره .
الثالث : الاندفاع إلى مجموعة من الأفعال ذات هدف وغاية.
( سمية صالحي : 2010،ص.43)
وعرفها " ماريو وليام "و"روبرت " حالة حافز فكري ونفسي، والذي يؤدي إلى إقرار صارم للحركة أو للقيام بشيء ما، وهذا يؤدي إلى بذل جهد عضلي وفكري للوصول إلى الأهداف المرجوة ".(منصور بن زاهي :2007،ص.63)
إذن فالدافعية هي حالة توتر داخلي تثير السلوك وتدفعه إلى تحقيق هدف معين وهذا يعني : أننا نبدأ بتعبئة الطاقة Energiring وهي حالة الاستعداد لإصدار السلوك ثم تنظيم السلوك وتوجيهه Directing بعدها ننهي لتحقيق هذا المسار( السلوك ) ومن الممكن أن نغير مسار الدافع إذا صودفت عوائق .(فيصل عباس وآخرون :2001،ص.216)
يمكن تعريفها كمجموعة معقدة من القوى والتوترات والحاجات وحالة توتر داخلي وميكانيزمات أخرى التي تثير نشاط إرادي بغرض الوصول إلى تحقيق أهداف شخصية .(63،197:chermont barnabe ).


2-             التطور الفكري لمفهوم الدوافع:
فردريك تايلور : رأى أن الأفراد يميلون  للكسل ولابد من استخدام الحوافز المادية للتأثر وتوجيه السلوك أي تنظيم عن طريق دراسة الحركة والوقت.
تجارب هورثون : أحدثت تحولا أساسيا في مفهوم الدوافع وموجات السلوك الإنساني.
التون مايو : هو و فريق بحثه قاموا بإجراء العديد من التجارب بشركة كهرباء هورثون  بمدينة شيكاغو ، وركزت هذه الدراسات على إيجاد العلاقة بين العوامل المادية وإنتاجية الفرد
إبراهيم ماسلو : يرى أن سلوك الفرد  يأتي نتيجة لاحتياجات غير مشبعة وهذه الاحتياجات رتبها ماسلو في شكل هرمي ذو خمس مستويات .
ألدرفر : ضم الحاجات الفسيولوجية والأمنية لدى ماسلو تحت مسمى حاجات الوجود.
أرجرس: أكد على أن الإنسان بطبيعته لديه قابلية للنمو هذا النمو من الممكن تحديده بسبع مراحل .
هرزبرج: حدد مجموعتين من العوامل عدم توفر أحد عوامل المجموعة الأولى يتسبب في عدم الرضا الوظيفي وبالتالي يدفع الفرد إلى سلوك سلبي، بينما إشباع هذه العوامل إلى درجة مرضية لا يحدث أي تأثير ايجابي  على سلوك الفرد ، والمجموعة الثانية تمثل (عوامل دافعة)، العوامل التي تحدث  تأثيرا ايجابيا إذا ما أشبعت إلى مستوى الرضا.
جورج مالتون : أكد على أن للمناخ التنظيمي تأثيرا بالغا على دوافع الفرد.
(مصطفى يوسف كافي وآخرون : 2013، ص ص. 284-285)


3-            بعض المفاهيم المرتبطة بالدافعية :
3-1-الحاجة:Need
تعرف بأنها : حالة لدى الكائن الحي تنشأ عن الانحراف الشروط البيئية عن الشروط البيولوجية الحيوية اللازمة لحفظ بقائه.
تعبير عن حالات النقص والعوز والافتقار واختلال التوازن، تقترن بنوع من التوترات لا تلبث أن تزول إلا إذا زال النقص وتحققت الحاجة.
( محمد فرج الزليتني :د.س ، ص.137).
الحاجة هي نقطة البداية لإثارة الدافعية لدى الفرد بغية السعي في الاتجاه الذي يحقق الإشباع .(معتز عبد الله : 1990،ص50)
3-2- الحافز:Drive
الحوافز هي تسهيلات مادية ومعنوية تقدمها البيئة المحيطة بالأفراد لمساعدتهم في وصول بدوافعهم إلى أهدافها.(محمد فرج زليتني :د.س ، ص.139)
يشير الحافز إلى العمليات الداخلية التي تصحب المعالجات الخاصة بمنبه معين وتؤدي إلى إصدار السلوك . و يرادف البعض بين مفهوم الحاجز ومفهوم الدافعية على أساس أن كل منهما يعبر عن حالة التوتر العامة نتيجة لشعور الكائن الحي بحاجة معينة .
(لخيري وناس :2007،ص.40)
كما يعرف أنه الحاجة بعد أن ترجمت في شكل حالة سيكولوجية تدفع الفرد إلى السلوك في اتجاه إشباعها.(محي الدين حسين :1988،ص.9)

3-3-                       الباعث : Incentive
الباعث هو موقف خارجي مادي أو معنوي يستجيب له الدافع فيؤدي إلى إشباعه ومن ثم استعادة توازن الكائن الحي والدافع لا يوجه السلوك بمفرده وإنما بمساعدة الباعث الخارجي. (محمد فتحي فرج الزليتني :د.س،ص. 140)
يعرف الباعث بأنه يشير إلى محفزات البيئة الخارجية المساعدة على تنشيط دافعية الأفراد سواء تأسست هذه الدافعية على أبعاد فسيولوجية أو اجتماعية وتقف الجوائز المكافآت المالية والترقي ،كأمثلة لهذه البواعث فيعد النجاح والشهرة مثلا من بواعث الدافع للانجاز.
(لخيري وناس :2007،ص. 40)
3      -4-المثير أو المنبه :
وهو أي تغير في الطاقة ينبه عضوا حسيا، وقد يكون المنبه داخل الكائن الحي أو خارجه فهو قد يكون ألما أو صوتا فجائيا أو هو عارض مؤقت يحيل الدافع من حالة الكمون إلى حالة النشاط .
والدافع كما سبق تعريفه هو استعداد داخلي موجود داخل الفرد قبل أن يؤثر فيه المنبه فهو (أي المنبه ) كالزناد لا يخلق الطاقة ولكنه يطلقها ، فقد يكون التلميذ منهمكا أثناء الدرس ولا يفطن إلى حاجته إلى الطعام ، إذ أن دافع الجوع في هذه الحالة كامن وغير مثار ووظيفة المنبه الذي قد يتمثل في سماع الطلاب لصوت الجرس هي استثارة دافع الجوع أي تحرير الطاقة الكامنة .(محمد فتحي فرج الزليتني :د.س،ص ص.139-140)



4-            أنواع الدوافع :
يوجد العديد من التصنيفات لأنواع الدوافع من بينها:
4-1 دوافع شعورية أو واعية:
وهي الدوافع التي يعيها الفرد ويشعر بها ويدركها فعندما يعي الفرد دوافع سلوكاته، حينها فإن العديد من الاضطرابات السلوكية التي يتعرض لها الشخص ، يتم التوصل إلى حلول لها من حيث تقييمها وتقويمها.
4-2 دوافع اللاشعورية (أو لاواعية ):
وهي الدوافع التي لا نعيها ولا نشعر بها ولا ندركها،  وتكون قابلة للملاحظة غير المباشرة ، أي تحتاج إلى مقاييس للكشف عنها ، كاستخدام مقاييس الإسقاط أو العزو، والسبب في غموض السلوك الإنساني، وعدم التوصل إلى كل من وصف وتفسير كاملين له، أو تقييمه وتقويمه تماما يعزى إلى هذه الدوافع الدفينة والمكبوتة .
ويوجد تصنيف أخر للدوافع:
4-1 دوافع داخلية:
وهي الدوافع الذاتية تنشأ من داخل الإنسان، وهذه الدوافع يمكن أن تكون سيكولوجية (معرفية أو انفعالية) ودوافع فسيولوجية أو بيولوجية، ويكون مصدر هذه الدوافع الشخص نفسه حيث يقبل الشخص على السلوك مدفوعا برغبة داخلية لإرضاء ذاته وإشباع حاجاته سعيا وراء الشعور بالمتعة واكتساب المعلومات.


4-2 دوافع خارجية:
وهذه الدوافع يكون مصدرها خارجيا كأطراف عملية التنشئة الاجتماعية أو مؤسسات المجتمع المدني برمته، حيث يقبل فيها الشخص على السلوك لإرضاء أطراف عملية التنشئة الاجتماعية وكسب حبهم وتقديرهم لإنجازهم أو للحصول على تشجيع مادي أو معنوي منهم.
(محمد محمود بني يونس : 2007،ص ص.32-33)
ويوجد أيضا تصنيف أخر لدوافع:
4-1 الدوافع الفطرية الأولية :
وهي في جوهرها جسمية أو فسيولوجية تسعى إلى تحقيق التوازن الحيوي عند الإنسان، كالحاجة إلى الهواء والماء والطعام والكساء الكافي لحفظ حرارة الجسم والحاجة إلى الراحة والنوم والأمومة وغيرها
4-2الدوافع الاجتماعية المكتسبة (الثانوية ):
إن تميز الإنسان عن بقية المخلوقات الأخرى بأن له حياة اجتماعية تعدل من دوافعه الأولية و تهيئه لاكتساب دوافع أخرى وهذه الدوافع لا تتصل اتصالا مباشرا بالدوافع الأولية وقد اختلف الباحثون في تحديد عددها فبينما حددها توماسthomas بأربع رغبات هي :
-                    الحاجة إلى الأمن security
-                    الحاجة إلى التقليد recognition
-                    الحاجة إلى الاستجابة reponse
-                    الحاجة إلى خبرات جديدة new experiences
نجد أن البعض الأخر أمثال موري  murryيفصلها إلى ثماني وعشرون حاجة ، أما هلجاردhilgarat فيفضل تقسيمها إلى حاجات .
حاجات انتمائية : كالحاجة إلى الحب و العطف و الحاجة إلى الانتماء.
حاجات تتعلق بالمركز:كالحاجة إلى السيطرة و الخضوع، و الحاجة إلى المكانة و الحاجة إلى الأمن. (كريم ناصر علي وآخرون :2009، ص ص.72-73)
5-            خصائص الدافعية :
-                    يتميز الدافع بصعوبة التحديد والوصف الكافي للتعبير عنه .
-                    تشكل الدوافع جزء من التكوين العضوي للإنسان وتنتقل بالوراثة.
-                    تتميز الدوافع بأنها مرنة قابلة للتغيير نظرا لاستعمال الإنسان للذكاء .
-                    هي أساس تكوين العادات السلوكية عند الإنسان .
-                    هي قوة الكامنة تحتاج إلى مثيرات تنشطها.
-                    لا تظهر الدوافع مرة واحدة .(لخيري وناس :2007،ص.35)
-                    عملية افتراضية وليست فرضية .
-                    عملية عقلية عليا غير معرفية.
-                    عملية إجرائية أي أنها قابلة للقياس والتجريب بأساليب وأدوات مختلفة .
-                    عملية فطرية متعلمة و شعورية (واعية).
-                    تفسر السلوك وليست تصفه.
-                    عملية مستقلة لكن يوجد تكامل بينها، وبين باقي العمليات العقلية المعرفية وغير المعرفية، وحالات وسمات الشخصية الأخرى.
 (محمد محمود بني يوسف :2007،ص ص.23-24)




6-  أبعاد الدافعية :
 أهم أبعاد الدوافع هي ما يلي :
 6-1– مدة البقاء أو الاستمرار : تعد الفترة الزمنية لبقاء الدوافع من أكثر الأبعاد وضوحا في وصفها، فمن ناحية تستمر بعض الدوافع فترة زمنية قصيرة جدا وسرعان ما تنتهي وناحية أخرى تستمر بعض الدوافع فترات زمنية طويلة، وبين هاتين الفئتين المتطرفتين من الدوافع (قصيرة المدى الزمني وطويلة المدى الزمني ) يوجد عدد لانهائي من أنماط الدوافع التي تتباين درجات بقائها الزمني ،وهذه الدوافع هي أكثر شيوعا.
6-2- الطابع الدوري : والمقصود بها أن دوافع الكائنات الحية تمر بدورة كاملة تبدأ بالحاجة الشديدة إلى إشباع الدوافع ، ثم إشباع وخفض التوتر ، ثم الحاجة مرة أخرى وتعد هذه الخاصية الدورية للدوافع من الخصائص القابلة للملاحظة ، ويكون هذا التكرار الدوري أكثر وضوحا في الدوافع ذات المنشأ الفسيولوجي الداخلي ، فكل الكائنات الحية عليها أن تتناول الطعام بصورة منتظمة حتى تستمر على قيد الحياة ، والأمر نفسه بالنسبة للشراب والراحة ....الخ وهنا يصبح من السهل أن نفهم السبب في أن الدافعية للأكل والشرب خاصية دورية للكائنات الحية .
6-3- السكون : ويقصد بهذا البعد أن بعض الدوافع قد تتسم بالسكون بصورة تامة لفترات زمنية طويلة ، ثم تعاود الظهور فجأة بقوة كبيرة حينما تصبح الظروف مناسبة ومثال ذلك أن الشخص الذي يحقد على المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها مدير الشركة التي يعمل بها ربما يظهر بعض علامات الكراهية له أحيانا، لكنه بوجه عام يستطيع أن يضبط دوافعه العدوانية حتى تصبح الظروف مواتية للتعبير عنها(عندما تواجه الشركة بعض الصعوبات المالية ، أو عندما يقع المدير في بعض المشكلات مع الإدارة العليا لأي سبب من الأسباب ).
وفي هذه الحالة يفترض أن الدافع العدواني إلى إقالة المدير والعمل في وظيفته كان كامنا (ساكنا)، أي لم يفصح عن نفسه في صورة سلوك صريح طوال فترة زمنية معينة.
        6-4- المجال: ويقصد بهذا البعد أن الدوافع تتباين بصورة كبيرة في المجال الذي تعبر  عنه أو في مدى شموليتها، لأنه من الصعب تحديد المجال الحقيقي للدوافع من خلال السلوك المدفوع بمفرده ، فمحاولة الطفل لإطعام نفسه ربما تحقق له إشباع دافع الجوع (الحاجة لطعام) فقط ، وخاصة إذا كانت مساعدة الراشدين له  مستحيلة، كما أن هذه المحاولة يمكن أن تعبر بالإضافة إلى ما سبق، عن دافعية الطفل العامة لأداء بعض المهام بنفسه خاصة إذا كانت مساعدة الراشدين له ممكنة ، وبالتالي يرفضها مثلما يقوم بدفع يد الشخص الذي يحاول إطعامه تعبيرا عن رفضه للمساعدة .(ثائر احمد غباري:2008،ص ص.39-40)
7-            أسس ومبادئ إثارة الدافعية:
-                    تلخص أسس إقامة بيئة متمركزة حول التعلم .
-                    إشباع حاجات التلاميذ واستثارة دافعتيهم الداخلية .
-                    جعل المادة التعليمية مثيرة وشيقة .
-                    مساعدة المتعلم على تحديد هدفه والسعي لتحقيقه .
-                    إتاحة الفرصة أمام المتعلم كي يتحمل المسؤولية اتجاه الأنشطة التعليمية المختارة .
-                    تزويد التلميذ بالتغذية الراجعة.
-                    تعديل التفسيرات المسببة للنجاح والفشل لرفع مستوى الدافعية .
(لخيري وناس :2007،ص.45)
ثانيا : الدافعية للانجاز
1-            تعريف الدافعية للانجاز:
يرجع الفضل إلى عالم النفس الأمريكي هنري موراي ، في أنه أول من قدم مفهوم الحاجة Need for Achievememt بشكل دقيق بوصفه مكونا مهما من مكونات الشخصية ، وذلك في دراسته بعنوان "استكشافات في الشخصية" Exploration inpersonality والتي عرض فيها موراي لعدة حاجات نفسية كان من بينها الحاجة للانجاز، وفيما يلي بعض التعاريف لمصطلح الدافعية للانجاز:
- تعريف موراي: رغبة أو ميل الفرد للتغلب على العقبات، وممارسة القوى والكفاح والمجاهدة لأداء المهام الصعبة بشكل جيد وبسرعة كلما أمكن ذلك.
(عبد اللطيف خليفة :2000،ص ص.88-89)
-تعريف نيكولز: عملية الإدراك الذاتي لصعوبة العمل في موقف الانجاز حيث يعرف سلوك الإنجاز بأنه سلوك موجه نحو تنمية وإظهار قدرة الشخص العالية وتجنب إظهار قدرة منخفضة، فالأشخاص الذين يرغبون في النجاح في مواقف الانجاز يقصد أن قدراتهم عالية ، يميلون إلى تجنب الفشل حتى لا يعرفون بقدرات منخفضة.
(حسين أبو رياش :2006،ص.194)
-تعريف ماكيلاند وزملائه 1953: الدافع للانجاز بأنه يشير إلى استعداد ثابت نسبيا في الشخصية يحدد مدى سعي الفرد ومثابرته في سبيل تحقيق وبلوغ نجاح يترتب عليه نوع من الإرضاء، وذلك في المواقف التي تتضمن تقييم الأداء في ضوء مستوى محدد من الامتياز. (عبد اللطيف خليفة :2000،ص.90)
2-            التطور التاريخي لمصطلح دافعية الانجاز
يعود استعمال مصطلح دافعية الانجاز في علم النفس من الناحية التاريخية إلى "أدلر "الذي بين أن الحاجة للانجاز هي دافع تعويضي مستمد من خبرات الطفولة، حيث عرض "ليفن " هذا المصطلح في ضوء تناوله لمفهوم الطموح وذلك قبل استعمال موراي مصطلح الحاجة للانجاز، وعلى الرغم من هذه البيانات المبكرة فإن الفضل يرجع إلى عالم النفس الأمريكي"هنري موراي" في أنه أول من قدم مفهوم الحاجة للانجاز بشكل دقيق بوصفه مكونا هاما في الشخصية والتي تعرض فيها موراي لعدة حاجات نفسية كان من بينها الحاجة للانجاز، ثم اتفق ماكيلاند وزملائه لاستكمال ومواصلة البحوث الميدانية في هذا المجال من خلال الاستعانة ببعض الاختبارات الاسقاطية مثل اختبار تفهم الموضوع TAT وقدموا نظرية لتفسير دافعية الانجاز، تعد من أوائل النظريات التي قدمت في هذا الشأن .
(عبد اللطيف خليفة :2000،ص ص.88-19)
3-            أهمية الدافع الانجاز:
للدوافع بصفة عامة أهميتها في تحريك الفرد وتوجيه سلوكه نحو أهداف محددة، فأي دافع يستثار لدى الكائن الحي يؤدي إلى توتره ويدفعه هذا التوتر إلى البحث عن أهداف معينة إذا وصل إليها الفرد أشبع حاجته أو دافعه فينخفض توتره ويستعيد اتزانه، ويعد دافع الانجاز من الدوافع المهمة إذ يقود الفرد ويوجهه إلى كيفية التخفيف من توتر حاجاته و أن يضع خططا متتابعة لتحقيق أهدافه و أن ينفذ هذه الخطط بالطريقة التي تسمح أكثر من غيرها بتهدئة إلحاح حاجات الكائن ودوافعه .
ولدوافع الانجاز أهمية لدى الفرد لأنه يعبر عن رغبته في القيام بالأعمال الصعبة ومدى قدرته على تناول الأفكار والأشياء بطريقة منظمة وموضوعية، كما يعكس قدرته في التغلب على ما يواجهه من عقبات وبلوغه مستوى عالي في ميادين الحياة مع ازدياد تقدير الفرد لذاته ومنافسة الآخرين  والتفوق عليهم .
كما أن له أهمية أيضا في تحقيق التوافق النفسي للأفراد، لأن الفرد عالي الانجاز يكون أكثر تقبلا لذاته وأشد سعيا نحو تحقيقها، وينعكس ذلك على جماعته التي يتعامل معها وهذا ما يحقق له التوافق الاجتماعي السوي .
وقد أشار ماكيلاند إلى أن الدور المهم الذي يقوم به الدافع للانجاز في رفع مستوى أداء الفرد وإنتاجيته في مختلف المجالات والأنشطة، فالنمو الاقتصادي في أي مجتمع هو محصلة الدافع للانجاز لدى أفراده ويرتبط ازدهار وهبوط النمو الاقتصادي بارتفاع وانخفاض مستوى الدافعية. وتظهر أهمية دراسة دافعية الانجاز لدى المعلم كون الانجاز هو أحد النتائج النهائية للتدريس وكونه هدفا تربويا في حد ذاته فالمعلم الذي يحقق انجازا عاليا في عمله يتحقق لديه نوع من الرضا والإشباع النفسي ، كما أن استثارة دافعية التلميذ وتوليد اهتمامات معينة لديه تجعله يقبل على ممارسة سلوكات مقبولة ونشاطات معرفية وحركية وعاطفية بنجاح وتفوق تتوقف بدرجة كبيرة على أسلوب التعليم الذي يتلقاه هذا الفرد ، فإذا ما أبدى المعلم حماسا ونشاطا في تدريسه انعكس ذلك ايجابيا على تفاعل التلاميذ معه ، بمعنى أن المعلم ذو  الدافع القوي للانجاز يصبح كمثير لدافع الانجاز والتحصيل لدى التلاميذ .
( مسعودة عظيمي :2009،ص ص58-59)
4-            العوامل المؤثرة في دوافع الانجاز:
تتأثر الدافعية للانجاز حسب دراسات الباحثة  Winter bottom 1958 بعدة عوامل يمكن تحديد أهمها في النقاط التالية :
-                    نوعية القيم السائدة في المجتمع.
-                    الدور الاجتماعي للأفراد.
-                    العمليات التربوية في النظم التعليمية لدولة.
-                    التفاعل مع أفراد الجماعة .
-                    أساليب التنشئة .(مسعودة عظيمي :2009،ص.63)
5-            أنواع الدافعية للانجاز
لقد ميز veroff بين نوعين من الدافعية للانجاز هما :
5-1- دافع إنجاز ذاتي :
ينبع من داخل الفرد ، وذلك بالاعتماد على خبراته السابقة، حيث يجد لذة في الانجاز والوصول إلى الهدف، فيرسم لنفسه من خلال ذلك أهدافا جديدة بإمكانه بلوغها .
5-2 – دافع إنجاز إجتماعي :
يخضع لمعايير ومقاييس المجتمع، ويبدأ بالتكون في سن المدرسة الابتدائية حيث يندمج الدافع الذاتي والاجتماعي ليتشكل دافع إنجاز متكامل ينمو مع تقدم السن، وكذا الإحساس بالثقة بالنفس والاستفادة من الخبرات الناجحة للأقران.(نعيمة الشماع :1977،ص.163)


6-            قياس دافعية الانجاز :
تنقسم المقاييس التي استخدمت في قياس دافعية الانجاز إلى فئتين :
-                    الفئة الأولى : المقاييس الاسقاطية .
-                    الفئة الثانية : المقاييس الموضوعية .
6-1 – المقاييس الاسقاطية :
هي الوسيلة التي نستطيع من خلالها التمييز بين مختلف مستويات الدافعية للانجاز حيث يقوم في هذه الطريقة بوضع صور غامضة للفرد وجعله يحكي قصة عليها، وتتضمن هذه الطريقة اختبار تفهم الموضوع ((TAT الذي أعده موراي عام 1938حيث يرى أن الفرد يكشف عن حاجاته للانجاز من خلال هذه القصص ، حيث يتم عرض الصور على الشاشة لمدة 20 ثانية أمام المبحوث، وبعدها يطلب من المبحوث كتابة قصة تغطي أربعة أسئلة لكل صورة والأسئلة هي.
-                    ماذا يحدث ؟ من هم الأشخاص ؟
-                    ما الذي أدى إلى هذا الموقف ؟
-                    ما محور التفكير؟ و ما المطلوب عمله ؟
بعدها يقوم المبحوث بالإجابة على هذه الأسئلة الأربعة بالنسبة لكل صورة، وذلك في مدة لا تتجاوز أربع دقائق، حيث يستغرق إجراء اختبار كله في حالة استخدام الصور الأربع حوالي عشرين دقيقة (رشاد عبد العزيز موسى:1994، ص.21) . ويرتبط هذا الاختبار أساسا بتخيل الإبداعي ، ويتم تحليل القصص أو نواتج الخيال لنوع معين من المحتوى في ضوء ما يمكن أن يشير إلى الدافع للانجاز وعلى الرغم من أن ماكليلاند وزملائه قد كشفوا عن معاملات ثبات وصدق مرتفعة لاختبار تفهم الموضوع ، فقد وصل معامل ثباته إلى 0.96 وإلى 0.58 وفي دراسة أخرى .على الرغم من هذا فقد كشفت أغلب الدراسات التي استخدمت هذا الاختبار في مجال الدافع للانجاز عن انخفاض ثباته.
أما بخصوص الصدق فقد تبين أنه لا توجد علاقة بين إختبار تفهم الموضوع ، وكل من مقياس التفضيل الشخص لإدوارد(Edwards EPPS) ومقياس مهربيان(A.Mehrabian) للميل لانجاز.
وتعرضت هذه الطرق والأساليب الاسقاطية في قياس الدافع للانجاز للنقد الشديد أيضا من جانب العديد من الباحثين ، فيرى البعض أن هذه الطرق الإسقاطية ليست مقاييس على الإطلاق ، ولكنها تصف إنفعالات المبحوث بصدق مشكوك فيه ، كما أن طريقة تصحيحها تحتاج إلى وقت كبير ، وتتسم بالذاتية ، بالإضافة إلى إنخفاض ثبات وصدق هذه الطرق الإسقاطية .(عبد اللطيف خليفة :2000،ص ص.98-99)
6-2 – المقاييس الموضوعية :
تعددت هذه المقاييس من بينها ما يلي:
مقياس وينرWeiner 1970: حيث أعد مقياس الدافعية لانجاز لدى الأطفال  والمراهقين عبارته مشتقة من نظرية "أتكنسون " حيث تكونت من 20 عبارة من عبارات الإختبار الجبري ، وقام الباحث بإيجاد صدق المقياس وحصل على نتائج مرضية وبالنسبة لثبات المقياس رغم أنه طبق في البيئة الأمريكية في دراستين إلا أنه لم تذكر أية تفاصيل على ثبات المقياس ، وقام "موسى " (1985) بتطبيقه على عينة تتكون من 124تلميذا و تلميذة من المدارس الابتدائية في مدينة براد فورد بانجلترا وباستخدام ألفا كرونباخ وصل معامل الثبات إلى 0.85وهو دال .(رشاد موسى :1994،ص.25)
مقياس قشقوش (1975) :قام إبراهيم قشقوش بتصميم أول أداة عربية لقياس دافع الانجاز أعتمد فيها على نفس  المفهوم الذي أعتمد عليه  ماكليلاند وأصحابه عن دافع الانجاز حيث عرض قشقوش بنود الاستبيان عن ثلاثة محكمين أختيرت منهم 32بند لقياس دافعية الانجاز، و تمت إعادة الإجراء على 100طالب جامعي لتأكد من ثبات الاختبار، وتوصل إلى معامل ارتباط بلغ 0.89واعتمد على محكات أخرى وتوصل إلى نتائج مرضية في هذا المجال .
(إبراهيم قشقوش وطلعت منصور :1979،ص.95)
7-            بعض الإطارات النظرية المفسرة للدافعية الانجاز:
7 -1- الدافعية للانجاز في منحى التوقع – القيمة:
بالرغم من أن البيانات  التنظير للدافعية الانجاز كانت في الأصل مع موراي إلا أنه من الثابت أن الدراسات في هذا المجال ارتبطت بإسهامات ماكيلاند وأتكنسون.
7-1-1– نظرية ماكيلاند Mc Clelland Theory
يقوم تصور ماكيلاند للدافعية الانجاز في ضوء تفسيره لحالة السعادة أو المتعة بالحاجة للانجاز ، فإذا كانت مواقف الانجاز أولية إيجابية بالنسبة للفرد ، فإنه يميل للأداء والانهماك في السلوكيات المنجزة ، أما إذا حدث نوع من الفشل وتكونت خبرات سلبية فهذا سوف ينشأ دافعا لتحاشي الفشل ، وقد أوضح كورمان أن تصور ماكيلاند في الدافعية للانجاز أهمية كبيرة لسببين .
-السبب الأول : قدم أساسا نظريا يمكن من خلاله مناقشة وتفسير نمو الدافعية للانجاز لدى بعض الأفراد فإذا كان العائد ايجابيا ارتفعت الدافعية ، أما إذا كان سلبيا انخفضت الدافعية ، ومن خلال هذا التصور تمكن من قياس الدافعية للانجاز لدى الأفراد.
-السبب الثاني :استخدم الفروض التجريبية أساسية لفهم وتفسير ازدهار وهبوط النمو الاقتصادي في علاقته بالحاجة للانجاز في بعض المجتمعات، والمنطق الأساسي خلف هذا الجانب أمكن تحديده كالتالي :
v              هناك اختلاف بين الأفراد فيما يحققه الانجاز من خبرات مرضية بالنسبة لهم.
v              يميل الأفراد ذو الحاجة المرتفعة للانجاز إلى العمل بدرجة كبيرة مقارنة بالأفراد المنخفضين في هذه الحاجة وخاصة في كل من:
-                    مواقف المخاطرة المتوسطة.
-                    المواقف التي تتوفر فيها المعرفة بالنتائج أو العائد من الأداء.
-                    المواقف التي يكون فيها الفرد مسؤول عن أداءه.
( عبد اللطيف خليفة :2000،ص ص .109-110)
7-1-2 – نظرية أتكنسون
اتسمت نظرية أتكنسون في الدافعية للانجاز بعدد من الملامح التي يميزها عن نظريات ماكيلاند، ومن أهم هذه الملامح أن توجه أتكنسون كان أكثر معلميا، وتركيزا على المعالجة التجريبية للمتغيرات المختلفة عن المتغيرات الاجتماعية المركبة التي تناولها ماكيلاند ، حيث أسس نظرية في ضوء كل من نظرية الشخصية وعلم النفس .
كما قام أتكنسون بإلقاء الضوء على العوامل المحددة للانجاز القائم على المخاطرة ، وأشار إلى أن مخاطرة الانجاز في عمل ما تحددها أربعة عوامل:
-                    فيما يتعلق بخصائص الفرد: حيث قسم أتكنسون نمطان من الأفراد يعملان بطريقة مختلفة في مجال التوجه نحو الانجاز .
العامل الأول : الأشخاص الذين يتسمون بارتفاع الحاجة للانجاز بدرجة كبيرة من الخوف من الفشل.
العامل الثاني : الأشخاص الذين يتسمون بارتفاع الخوف بالمقارنة بالحاجة للانجاز.
( عبد اللطيف خليفة : 2000،ص.113)
-                    فيما يتعلق بخصائص المهمة : بالإضافة إلى هذين العاملين للشخصية ، هناك أيضا موقفان أو متغيران يتعلقان بالمهمة يجب أخذهما في الاعتبار هما :
العامل الأول: احتمالية النجاح وتشير إلى الصعوبة المدركة للمهمة، وهي أحد محددات المخاطرة.
العامل الثاني: الباعث للنجاح في المهمة يتأثر الأداء في مهمة ما بالباعث للنجاح في هذه المهمة.
ويقصد بالباعث للنجاح الاهتمام الداخلي أو الذاتي لأي مهمة بالنسبة لشخص.
(عبد اللطيف خليفة :2000، ص.115)
رغم الإسهامات التي قدمتها دراسة الدافعية في ظل منحى التوقع – القيمة إلا أن هذا النموذج لم يخلو من أوجه القصور منها .
-                    ركزت نظرية ماكيلاند على مواقف المخاطرة في الجانب الاقتصادي ، في حين أنه توجد مجالات أخرى فيها انجاز كالأدب والفنون وغيرها .
-                    غموض مفهوم القيمة ومعناها والفروق التي تتزايد فيها قيمة شيء معين وكذا العمليات النفسية القائمة وراء ذلك.
-                    اقتصار ماكيلاند على المهام ذات المخاطرة والتي تتطلب بذل جهد والكفاءة
وقد نجم عن هذا القصور في منحنى التوقع – القيمة بروز معالجات نظرية أخرى نتطرق إليها فيما بعد
7-2- المعالجات النظرية الجديدة لمنحنى التوقع – القيمة
7-2-1– نموذج فروم (Vroom1964): ينطلق نموذج فروم من مسلمات نظرية التوقع والتي تعتبر نظرية معرفية يتم التركيز فيها على التوقعات التي يحملها الأفراد حول أنفسهم وحول المحيط الذي يعيشون فيه ، فحسب هذا المنظور كل إنسان كائن يتمتع بمنطق ويتحكم بكل عقلانية في سلوكه .(أحمد دوقة وآخرون :2011،ص.24)
ويمكن تلخيص هذه النظرية في المعادلة التالية :
الدافعية للانجاز = قوة الجذب (القيمة ) + التوقع
·                   قوة الجذب(القيمة): يحصل عليه الفرد من عوائد ينتجها له الانجاز.
·                   التوقع : درجة توقع الفرد لتحقيق هذه الفوائد كنتيجة للأداء .
( ناصر العديلي :1995، ص.166)
7-2-2– تصور هورنزM.SHorner: اهتمت هورنز بدراسة الدافعية للانجاز لدى المرأة وحاولت معالجة بعض جوانب النقص فيما قدمه كل من ماكيلاند وأتكنوس حيث أوضحت كلا من الدافع إلى النجاح والدافع إلى تحاشي الفشل اللذين قدمهما أتكنسون غير كافيين لشرح السلوك المرتبط بالانجاز بالنسبة للمرأة ، من خلال طرحها لمفهوم جديد يفسر عدم استجابة المرأة لهذا المفهوم وهو الدافع لتجنب النجاح أو الخوف من النجاح، حيث يمكن تلخيص نظريتها وفق المعادلة التي صاغها كل من أركيس وجراسكي بالنسبة للإناث كما يلي .
(عبد اللطيف خليفة : 2000،ص.134)
الدافعية للانجاز = ( الدافع لبلوغ الهدف – الدافع لتجنب الفشل – الدافع لتجنب النجاح ) × ( احتمالية النجاح ×الباعث للنجاح ).
7-2-3- تصور بيرني وزملائه : لقد توصل بيرني وزملائه في أبحاثهم التي أجروها أن الأشخاص المرتفعين في الدافع ليسوا مدفعين للفشل، و لكنهم يتجنبونه بسهولة، فهم يفضلون أداء المهام المتوسطة في احتمالية النجاح لأنها تمدهم بمعلومات عن أقصى مستوى لقدراته .(عبد اللطيف خليفة :2000،ص.137)
7-2-4- تصور راينور
قدم راينور عام 1969 إضافة إلى نموذج أتكنسون ، وهي أن أداء الفرد للمهام الحالية ، يعكس حاجة داخلية للانجاز تؤثر على مستوى انجاز المهام الأخرى المشابهة في المستقبل ، حيث أشار إلى أن دراسة محددات السلوك في ضوء الموقف الحالي تعد دراسة قاصرة ،كما بين أهمية الربط بين الظروف الحالية والمستقبلية في هذا الشأن فسلوك أفرد في  حالة ما إذا أدرك الاتفاق أو الاتساق بين الحاضر والنتائج المستقبلية يختلف عنه في حالة عدم الاتساق بين الحاضر والمستقبل.
وأضاف راينو أنه في حالة ارتفاع الدافع لبلوغ النجاح عن الدافع لتحاشي الفشل فإنه هناك احتمالية لزيادة باعث النجاح  .(عبد اللطيف خليفة :2000،ص.139)
وهذا سيجعل محصلة الدافعية للانجاز تكون كالتالي:
محصلة الدافعية للانجاز = ( الدافع لبلوغ النجاح – الدافع لتحاشي الفشل ) ×(احتمالية النجاح × قيمة الباعث للنجاح )
7-2-5- تصور أتكنسون وبرش : قدم أتكنسون وبرش تحليلا رياضيا متصورا  للدافعية للانجاز ، وقدما إطارا نظريا يأخذ في الحسبان مشكلات التغير في ميول الفعل عبر الوقت ، والعلاقات القائمة بين العديد من هذه الميول وتبلور هذا التصور فيما أطلق عليه أتكنسون وبرش عمليتين للقصور الذاتي نتعرض لهما على النحو التالي
العملية الأولى : ميل الفعل وهو الذي يحدد نشاط الفرد لاختيار الأداء فرؤية الطعام تؤدي إلى زيادة الميل نحو تناول الطعام.
العملية الثانية : وهي ميل الرفض وهو يضعف ويقاوم أثر ميل الفعل حيث أن ميل الفعل مرتبط بالدافع للنجاح بينما يرتبط الميل للرفض بالدافع لتحاشي الفشل.
(عبد اللطيف خليفة 2000، ص. 142)
7-3: الدافعية للانجاز في ضوء التنافر المعرفي :
قدمها ليون فسنجر(L- Festinger) امتدادا لمنحى التوقع – القيمة وتشير هذه النظرية إلى أن لكل منا عناصر معرفة بذاته (ما نحبه وما نكره ، وأهدافنا وضروب سلوكنا ). كما أن لكل منا معرفة بالطريقة التي يسير بها العالم من حولنا، فإذا ما تنافر عنصر من هذه العناصر مع عنصر أخر حدث التوتر الذي يملي علينا ضرورة التخلص منه.
(عبد اللطيف خليفة 2000، ص. 145)
وبالتالي فإن هذه النظرية تتلخص في أن أداء الفرد يرتبط بمعتقداته حول مترتبات ذلك، و كذا بمعتقدات حول نظرة الآخرين وتوقعهم لأدائه، إضافة إلى دافعيهم  لإتمام ذلك السلوك وقد صيغت هذه النظرية في المعادلة التالية:
السلوك = النية لأدائه = (معتقدات الفرد حول احتمال أداء السلوك إلى نتائج معينة ×تقييمه لهذه النتائج ) + ( مجموع إدراكاته لتوقعات الجماعة المرجعية × دافعيهم لإتمام أداء السلوك).
 (عبد اللطيف خليفة 2000، ص.146) .


خلاصة:
يظهر من خلال ما سبق أن دافعية الانجاز تعتبر أحد الجوانب المهمة في المنظومة الدوافع الإنسانية لذلك اهتم بدراستها الباحثون في مختلف المجالات نظرا لأهميتها ليس فقط في المجال النفسي وكذا أيضا في العديد المجالات والميادين الأخرى كالمجال : الرياضي ، المجال الاقتصادي ، المجال التربوي .
حيث يعد الدافع للانجاز عاملا مهما في توجيه سلوك الفرد ، كما يعتبر مكونا أساسيا يسعى الفرد من خلاله تحقيق ذاته وتأكيدها .














Commentaires

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

بحث حول المقابلة

بحث حول الاشراف التربوي