الإعاقة الذهنية ومتلازمة داون
الفصل الثاني: الإعاقة الذهنية ومتلازمة داون
تمهيد
I. الإعاقة الذهنية:
1.
تعريف الإعاقة الذهنية
2. تصنيفات الإعاقة الذهنية
II.
متلازمة داون:
1. لمحة تاريخية عن متلازمة داون
2.
تعريف متلازمة داون
3. أنواع متلازمة داون
4.
أسباب متلازمة داون
5. خصائص متلازمة داون
6. مراحل اكتساب اللغة لأطفال متلازمة داون
خلاصة
تمهيد:
ازداد الاهتمام في السنوات
الماضية بظاهرة الإعاقة العقلية و أنواعها عربيا وعالميا، حيث تعتبر متلازمة داون
من أكثر الإعاقات العقلية وضوحا، والتي يتم تشخيصها بعد الولادة مباشرة اعتمادا
على المظاهر الجسمية ويتبعها عادة فحص لتأكيد الحالة، وسيتم تناولها في هذا الفصل
من خلال لمحة تاريخية عنها وتعريفها تليها الأنواع والأسباب المساعدة على ظهورها،
و في الأخير الخصائص ومراحل اكتساب اللغة لدى هذه الفئة.
I.
الإعاقة الذهنية:
1.
تعريف الإعاقة الذهنية:
1.1.التعريف الطبي:"عرض ينجم عن اضطرابات عديدة تصيب الجهاز العصبي المركزي،
وخاصة المخ نتيجة الإصابة بآفات مرضية معروفة أو غير معروفة"
(مراد علي عيسى: 2007 ، ص100)
2.1.تعريف المنظمة العالمية
للصحة:"هو ضعف عام
وشذوذ في الوظائف العقلية التي تظهر أثناء مراحل النمو ويصاحبها عجز في التعلم
والتكيف الاجتماعي أو النضج"
(محمد الزغيني: 2003 ، ص106)
3.1.التعريف
الاجتماعي:"هو العجز
الحاصل في السلوك التكيفي للفرد والفشل في المتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه
نتيجة عدم النضج الاجتماعي"
(ماجدة السيد عبيد: 2007 ، ص28)
4.1.التعريف
السيكومتري:"يعتمد على المقياس النفسي (بنيه و وكسلر) لذكاء الأطفال كمحك في تعريف
الإعاقة الذهنية، وقد اعتبر الأفراد الذين تقل نسبة ذكائهم عن 75 درجة...معاقين
ذهنيا على منحى التوزيع الطبيعي للقدرة الذهنية"
(ماجدة السيد عبيد: 2007، ص27)
5.1.تعريف الجمعية
الأمريكية:"هو نقص
جوهري في الأداء الوظيفي الراهن يتصف بأداء وظيفي دون المتوسط يكون متلازما مع
جوانب القصور في اثنين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية: التواصل،
العناية الشخصية والحياة المنزلية والمهارات الاجتماعية والاستفادة من مصادر
المجتمع والتوجيه الذاتي وصحة وسلامة الجوانب الأكاديمية وقضاء وقت الفراغ ومهارات
العمل والحياة الاستقلالية ويظهر ذلك قبل سن 18 سنة" (ماجدة السيد عبيد: 2007 ، ص70)
مما سبق نقول عرفت الإعاقة الذهنية من عدة
جوانب حيث أن الجانب الطبي يعرفها بأنها خلل يصيب الجهاز العصبي المركزي و خاصة
المخ نتيجة الإصابة بآفات مرضية، أما المنظمة العالمية للصحة تعرفه بأنه ضعف عام
في الوظائف العقلية يصاحبها خلل في التعلم و التكيف الاجتماعي، والتعريف الاجتماعي
يرى بأنها عجز في السلوك التكيفي و الفشل في آداء المتطلبات الاجتماعية، أما
بالنسبة للتعريف السيكومتري فهو يعتمد في تعريفها على المقياس النفسي لبنيه و
وكسلر لذكاء الأطفال ويرى بأنهم الأطفال الذين تقل نسبة ذكائهم عن 75 درجة، و ترى
الجمعية الأمريكية بأنه نقص جوهري في الآداء الوظيفي يكون متلازما مع جوانب القصور
في بعض المهارات التكيفية مثل: العناية الشخصية، التواصل...الخ.
2.تصنيفات الإعاقة الذهنية:
إن تصنيف الإعاقة الذهنية
يعتمد على عدة معايير مختلفة، وهي عملية ضرورية لتحديد البرامج التربوية التي
تتناسب مع كل فئة.
1.2.تصنيف الجمعية الأمريكية:يعتمد على نسبة الذكاء ومستوى السلوك التكيفي، وهو مقياس
شائع الاستخدام بحيث تكون المستويات المتوقعة للسلوك التكيفي في كل صنف تختلف بحسب
سن سلوك و اهتمامات الشخص(المهنية ، التعليمية...) فمثلا في المدرسة الطفل المتخلف
ذو مستوى بسيط يتعلم المهارات الأكاديمية تقريبا حتى المستوى السادس أما الطفل
المتخلف ذو مستوى عميق يتطلب عناية وهو غير متمكن من الاستفادة من التدريبات
المساعدة له ذاتيا وتصنف كالتالي:
1.1.2.الإعاقة الذهنية
البسيطة: إن الحالات
التي تنتمي إليها هذه الفئة عادة ما تبدوا عادية، لكن عند التقييم الحقيقي للمهارات
اللغوية والمهارات العقلية و الأكاديمية تكون نسبة الذكاء ضعيفة مقارنة مع
العاديين.
2.1.2.الإعاقة الذهنية
المتوسطة: درجة المعاقين
لهذه الفئة من 40-50 درجة، يتميزون بعيوب فكرية وتباطؤ في الذاكرة قصيرة المدى. مع
قدرات في تكوين الآراء العامة وعلى التركيز و الفهم.
3.1.2.الإعاقة الذهنية
الحادة: درجة المعاقين
لهذه الفئة من 25-39 درجة يشار إليهم بالقابلين للتدريب قدراتهم محدودة ولا
يستطيعون استخدام المفاهيم التجريدية، أما قدراتهم على تعلم اللغة و القدرات
الحركية وتعلم الكلام محدود جدا مع عدم قدرتهم على تطوير مهاراتهم الأكاديمية و
صعوبات في الاتصال بالآخرين و الفشل باكتساب العادات الأساسية مثل: النظافة
والتغذية وضبط عمليات الإخراج و يعجز عن حماية نفسه من الأخطار و لا يستطيع تحمل
المسؤوليات و عدم وجود ارتباطات عاطفية مع الآخرين، و لذا فهم في حاجة إلى الإشراف
والرعاية من الآخرين مدى الحياة مع ضرورة التدريب الاجتماعي، يتوقف نموهم العقلي
عند مستوى طفل في سن 3 سنوات، إلا أن المراهقين منهم يمكنهم الوصول إلى مستوى
يؤهلهم على استعمال المرحاض و تناول الطعام باستخدام الملعقة أو الشوكة و لديهم
القدرة على إلقاء الكرة و الاشتراك في لعبة بسيطة و أن يصيبوا الهدف و يتعرفوا على
الاتجاهات البسيطة.
4.1.2.الإعاقة الذهنية
العميقة: أقل من 25
درجة، لدى أطفال هذه الفئة قصور شديد في الاستعدادات اللازمة لنمو اللغة و الكلام
و أساليب التواصل و عجز واضح في الكفاءة الشخصية، عدم القدرة على الإدراك الحسي في سن ما قبل المدرسة لا يستطيعون
أن يستجيبوا لأي دوافع بيئية ويتأخرون تقريبا في جميع المجالات وهم محتاجين إلى
رعاية ثابتة واهتمام سواء في المنزل أو مراكز الرعاية الخاصة.
(سهير محمد: 2001، 35-36)
2.2.التصنيف الإكلينيكي: يعتمد على مظاهر وشكل المعاقين ذهنيا من ناحية تجانس
المظهر الجسمي الخارجي لكل فئة.
1.2.2.متلازمة داون: يتميز أصحابها بسمات جسمية مميزة تشبه الجنس المنغولي
وترجع إلى كروموزوم زائد في أحد كروموزومات الجنس(الزوج 21) فيصبح عدد
الكروموزومات في الخلية المخصبة "47 " بدلا من"46 " كروموزوم
و تزداد نسبة الإصابة بزيادة عمر الأم.
من أهم الخصائص المميزة لهذه الفئة: صغر اليدين، الشعر الناعم، رقبة قصيرة
و عريضة، شكل العينين يشبه اللوزتين، كبر حجم اللسان وتشققه، صغر حجم الأنف، أمراض
القلب، صغر حجم الأذنين، السمنة.
2.2.2.حالات استسقاء الدماغ: تتميز بكبر محيط الجمجمة وزيادة حجم وزن الدماغ نتيجة لزيادة المادة
البيضاء بالمخ وترجع هذه الحالة لوجود عيب في المخ انتقل عن طريق الجينات الوراثية
مما أدى إلى النمو الشاذ في أنسجة المخ.
3.2.2.حالات صغر حجم الدماغ: نتيجة عدم نمو المخ بدرجة كافية يتميز أصحابها بقصر القامة ويقعون في
مستويات الإعاقة المتوسطة والشديدة مع ضعف اللغة والقدرات العقلية وترجع حالات صغر
الجمجمة لأسباب وراثية نتيجة عامل جين طفري متنحي أو لعوامل مكتسبة قبل أو أثناء
أو بعد كإصابة الأم بالحصبة الألمانية، أو الزهري، أو التعرض للأشعة "x"، حدوث نزيف أثناء الولادة،
انسداد أحد شرايين المخ ، تعرض الطفل بعد الولادة للالتهابات مثل: التهاب السحايا
أو إصابة المخ.
4.2.2.حالات القصاع: يكون الفرد قصير لا يتجاوز 80-90 سم، ترجع إلى أسباب وراثية أو خلقية
نتيجة نقص إفرازات الغدة الدرقية لدى الأم الحامل، وقد ترجع إلى عوامل مكتسبة لنقص
عنصر اليود في غذاء الطفل بعد الميلاد، الأمر الذي يؤدي إلى تلف المخ، يبدو على
الطفل الكسل والخمول وبطئ الاستجابة والنمو النفس حركي مع تأخر الكلام تتراوح درجة
الإعاقة بين المتوسطة والشديدة.
5.2.2.حالات عامل الريزيس: تنشأ من اختلاف دم الزوجين ، حيث يكون سالب عند الأم
وموجب عند الأب، وفي هذه الحالة قد يرث الجنين العامل الريزيسي عند الأب، و
بالتالي فإن دم الجنين يختلف عن دم الأم، مما يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة في دم
الأم تنتقل عبر المشيمة إلى دم الجنين، هذا الاضطراب يؤثر سلبا على خلايا المخ
ووظائفه.
(سهير محمد: 2001 ، ص37-38)
3.2.تصنيف على أساس نسبة الذكاء: عن طريق استخدام اختبارات قياس الذكاء وهو كالتالي:
1.3.2.الإعاقة العقلية
البسيطة: تتراوح نسبة
الذكاء مابين 55-70 درجة، كما يتراوح العمر العقلي لأفراده في حده الأقصى من 7 –
10 سنوات ويتميز أفراد هذه الفئة بعدم القدرة على متابعة الدراسة في الفصول
العادية مع العلم أنهم قادرون على التعلم إذ وضعوا في فصول خاصة، كما يمكن لهذه
الفئة تعلم القراءة و الكتابة والحساب.
ومن الصفات الإكلينيكية ضعف
التحصيل، مما يجعل الطفل يعبر بجمل قصيرة غير سليمة التركيب، الاضطرابات العضوية
أو الصرع أو التوحد، يمكن تدريبهم على بعض الأعمال أو المهن اليدوية ومهارات
الأعمال اليومية.
2.3.2.الإعاقة العقلية المتوسطة: تتراوح نسبة ذكائهم ما بين 3 – 7 سنوات في حده الأقصى،
و يعلق على هذه الفئة القابلين للتدريب، لكن فئة قليلة منهم تتعلم المهارات
الأولية الضرورية لمبادئ القراءة و
الكتابة والحساب، مع وجود أخطاء في النطق و المفردات والنحو، كما يمكنهم تعلم
مهارات العناية بالذات و حماية أنفسهم من المخاطر، واكتساب السلوك المقبول في
التغذية والنظافة و ارتداء الملابس.
3.3.2.الإعاقة العقلية
الشديدة: نسبة ذكائهم
تتراوح مابين 25-40 درجة، و لا يزيد عمرهم العقلي أكثر من 3 سنوات، يفشلون في تعلم
أي مهارة من مهارات القراءة و الكتابة والحساب، مع القليل من الاستفادة من الخبرات
اليومية، و يحتاجون إلى الإشراف المستمر، فهم لا يستطيعون حماية أنفسهم من المخاطر
و الفشل في إدراك الزمان والتمييز بين الليل والنهار.
(ماجدة السيد عبيد: 2007 ، ص128)
II.
متلازمة داون:
1. لمحة تاريخية
عن متلازمة داون:
وصف العالم داون قبل ما
يزيد على المائة عام، أطفالا يولدون بملامح مميزة أهمها الأعين المائلة، والرأس
المستدير الصغير الحجم نسبيا، والأيدي القصيرة، وبعض الملامح الخاصة، وما يلبث
هؤلاء الأطفال أن يظهروا تباطؤا في نموهم الحركي والذي يتطور بالتالي إلى صورة من
التخلف العقلي، و في عام 1959 م اكتشف العلماء خلل الكروموزومات المسبب للمرض، وقد
عرف المرض طويلا باسم مرض الطفل " المنغولي "، وهي تسمية خاطئة لا
تستخدم علميا و لا مبرر لها، إذ لا علاقة لهؤلاء الأطفال بشعوب منغوليا.
الطفل المصاب بمتلازمة داون
تحتوي كل خلية في جسمه على كروموزوم زائد، وبذلك فإن عدد الكروموزومات في نواة كل
خلية من خلايا جسمه هو 47 كروموزوم و ليس 46 كروموزوم كما هو الحال في الإنسان
العادي، وتحديدا يكون هذا الكروموزوم الزائد في الزوج الجنسي"21 "من
مخطط الكروموزومات.
( شيخه سالم العريض: دس ، ص263)
2.تعريف متلازمة داون:
1.2.تعريف عبد الرحمان
السويد:"هي عبارة
عن مرض خلقي ، أي أن المرض عند الطفل منذ الولادة وهو ناتج عن زيادة في عدد الصبغيات (الكروموزومات)، و
الصبغيات هي عبارة عن عصيات صغيرة داخل نواة الخلية، تحمل هذه الصبغيات في داخلها
تفاصيل كاملة لخلق الإنسان، فيحمل الشخص العادي ذكرا كان أو أنثى 46 كروموزوم،
وهذه الصبغيات تأتي في شكل أزواج، فكل زوج فيه صبغيين(أي 23 زوج أو 46 صبغي)
هذه
الأزواج مرقمة من واحد إلى اثنين وعشرين ، بينما الزوج الأخير (الزوج 23) لا يعطى
رقما بل يسمى الزوج المحدد للجنس.يرث الإنسان نصف عدد الصبغيات "23" من
أمه و"23" من أبيه.
(عبد الرحمان فائز السويد: 1992، ص8)
2.2.تعريف جابر عبد الحميد
جابر:"هو عدد
شاذ من الكروموزومات أكثر شيوعا في أطفال الأمهات اللاتي يزيد أعمارهن عن أربعين
سنة". (عبد
الرحمان جابر: 2001 ، ص552)
فهي تتضمن كروموزوما إضافيا
في تلك الخلايا التي يتألف الجسم منها. (عبد الله محمد: 2004 ، ص238)
مما سبق نقول أن متلازمة داون عرفت من عدة جوانب
حيث عرفها"عبد الرحمان السويد" عبارة عن مرض خلقي و هو ناتج عن زيادة في
عدد الصبغيات فيحمل الشخص العادي ذكرا كان أم أنثى 46 كروموزوم، أما"عبد
الحميد جابر" يعرفها بأنها عدد شاذ من الكروموزومات يصاب بها الأطفال الذين
يولدن من أمهات تزيد أعمارهن عن أربعين سنة، و يعرفها"عبد الله محمد"
بأنها تتضمن كروموزوما إضافيا في كل الخلايا التي يتألف منها الجسم.
3.أنواع متلازمة داون:
1.3.تثلث الصبغي رقم"21 "(trizomie21) :
1.1.3.شذوذ الكروموزومات
قبل عملية الإخصاب: هنا نجد كروموزوما زائدا في الزوج رقم"21" سواء في النطفة أو في
البويضة، وبالتالي يصبح صبغان بدلا من صبغي واحد، فنحصل على خلية ملقحة تحتوي على
ثلاث كروموزومات بدلا من اثنين، وبعد الانقسام تصبح كل خلايا الجنين تحتوي على
ثلاث صبغيات.
1.2.3.شذوذ الكروموزومات
بعد عملية الإخصاب: في هذه الحالة نجد في كل من النطفة والبويضة صبغي واحد ، كما هو الحال عند
الطفل العادي، لكن أثناء انقسام البويضة الملقحة يحدث خطأ، بحيث أن كل خلية تنقسم
إلى خليتين متماثلتين، تحتوي كل واحدة على ثلاث صبغيات في الزوج رقم"21"
هذه الأخيرة تموت بعد استحالة عملها، ويضم هذا النوع تقريبا 90%
من أطفال متلازمة داون، ويكون الكروموزوم رقم"21" لديهم ثلاثيا بدلا من
ثنائيا. (عبد الله عادل: 2004 ، ص242)

رسم تخطيطي يوضح تثلث الصبغي رقم"21"
2.3.النوع الملتحم(la
translocation): تحدث ظاهرة التلاحم عند 5% من الحالات حيث يلتصق كروموزومان
بشكل ملتحم لتشكيل كروموزوم"21" ينقسم ويلتحم ب كروموزوم آخر غالبا ما
يكون الكروموزوم رقم"14"، وهذا ما يتسبب في تكوين ثلاث كروموزومات
للرقم"21" ويستدعي ظهور متلازمة داون. (Randal
et Lambert : 1979, p11)

رسم تخطيطي يوضح
توزيع الكروموزومات عند جنين مصاب بعرض داون النوع الملتحم
3.3.النوع الفسيفسائي أو
الموزاييك(la trisomie en mosaïque): يمثل هذا النوع نسبة2% من المصابين بمتلازمة داون، وتخزن
فيه بعض الخلايا الجسدية طبيعية من حيث عدد الكروموزومات وتركيبها أي 46 كروموزوم،
بينما يحدث خلل في البعض الآخر من الخلايا نجد فيها 47 كروموزوم، منها ثلاث نسخ من
الكروموزوم رقم"21".(السيد حلاوة: 1998 ، ص58)

4.أسباب متلازمة داون:
تحدث بسبب الانقسام الخاطئ
أثناء تكوين الحيوان المنوي أو البويضة قبل حدوث التلقيح وتخلق الجنين ،فتكون الزيادة
في عدد الصبغيات، حيث نجد 24 صبغي بدلا من23 صبغي، أو أثناء فترة الحمل عند تكون
الجنين، مما ينتج عن ذلك خلية جديدة تحمل 47 كروموزوم بدلا من46 كروموزوم، وذلك
بوجود صبغي إضافي هو الصبغي رقم "21"، ثم تبدأ الخلية في الانقسام إلى
خلايا مماثلة حتى تصبح كل خلايا جسمه تحتوي على 47 كروموزوم، ورغم جميع الأبحاث و
الدراسات التي أجريت لمعرفة الأسباب لم تعطي سببا معينا لذلك نذكر منها: (عودة محمد الهذلي: 2008 ، ص13)
1.4.عامل سن الأم: ثبت علميا ارتباط هذا المرض بعمر الأم، فكلما تقدم
بالمرأة العمر زاد احتمال إصابة الجنين، ويزداد الاحتمال بشكل شديد إذا تعدت
المرأة 35 سنة.
كما أن الزيادة في
الكروموزوم رقم"21" قد تحدث في بويضة المرأة، أو الحيوان المنوي للرجل،
لكن الأطباء وجدوا أن الزيادة تكون في البويضة بحوالي 90 % و الباقي في الحيوان المنوي للرجل.
(عبد الرحمان السويد: 2004، ص5-6)
2.4.العوامل الوراثية: الأطفال التريزوميين المولودون من أمهات تريزوميات،
فاحتمال إنجاب أم تريزومية لطفل تريز ومي هي تقريبا50%.
أو امتلاك أحد الوالدين صبغي منقول واحد من الزوج
رقم"21". (Randal et Lambert : 1982,
p28)
3.4.العوامل الخارجية:
1.3.4.الإشعاعات(مثل الأشعةx) فكلما كانت درجة التعرض للإشعاع
كبيرة، كلما سجلت التأثيرات على السياقات الجينية(génétique processus).
2.3.4.تأثير بعض الفيروسات مثل
فيروس"الأباتيت"(virus de l’hépatite)،
وفيروس الحصبة rubéole). Virus la).
3.3.4.نقص بعض الفيتامينات خصوصا فيتامين"a" يمكن أن يكون سببا في عدم
الانتظام الجيني.
(Lambert et Randal : 1979,
p24-25)
5.خصائص متلازمة داون:
1.5.الخصائص الجسمية(المورفولوجية):
يمتاز الطفل الحامل لهذا
المرض بمجموعة من الأعراض و الخصائص المورفولوجية وهي في الغالب تسمح بتشخيص
التريزوميا رقم"21" و يمكن تلخيصها فيما يلي:
1.1.5.الرأس: يكون صغير بالنسبة إلى حجمه العادي ومؤخرة الرأس مسطحة
والشعر أملس.
2.1.5.العينان: تكون مجعدة وتحتوي على انثناءات للزاوية الداخلية
للعين.
3.1.5.الأذنان: غالبا ما تكون صغيرة مسطحة مع انثناءات في حلزون الأذن
وصغر حجم شحمة الأذن.
4.1.5.اليدين: اليدان صغيرتان في غالب الأحيان ، ومن جهة أخرى تكون
الأصابع صغيرة نسبيا ويمكن أن تحتوي على ثنية (pli) تدل على اثنين كما في الحالة
العادية، ويكون الأصبع الصغير مع خط انثنائي واحد، غالبا ما يكون مقوسا نحو الداخل
أي في اتجاه الأصابع الأخرى.
5.1.5.القامة: تكون أقصر من المعدل بحيث الذراعان والساقان قصيران
بالمقارنة مع الجذع في حوالي 15 سنة، قامة الذكر تناسب قامة الذكر العادي ذو 8
سنوات ونصف.
6.1.5.الوزن: يكون عند الميلاد منخفضا قليلا لكنه يبقى عاديا، وعندما
يكبر هؤلاء الأطفال يتناسب وزنهم مع القامة القصيرة التي يتميزون بها إما في مرحلة
الرشد والمراهقة فتغلب عليهم ظاهرة البدانة أكثر من غيرهم.
7.1.5.الجلد: يبدو رخامي، وقد يصبح جافا عندما يكبر الطفل كما تكون
التشققات متكررة عند هؤلاء الأطفال.
(Smith-a Wilson : 1976, p46)
2.5.الخصائص النفس-حركية: نجد أن الأطفال الحاملين لمتلازمة داون يعانون من ضعف في
النمو الحركي و التآزر العضلي، وتكون جد معتبرة إلى غاية بلوغ الطفل الشهر السادس
من العمر، حيث تكون عضلات الطفل خاملة وقليلة التصلب عند لمسها، وبعد 6 أشهر غالبا
ما يخف الارتخاء العضلي ولكن ليس بصفة نهائية.
ويرى (Randal) أن الانعكاسات الأولية
واللاإرادية تبقى لمرحلة طويلة لدى طفل عرض داون بالمقارنة مع الطفل العادي.
(Randal et Lambert : 1982)
3.5.الخصائص المعرفية:
1.3.5.مستوى الذكاء: الذكاء هو القدرة الكلية على التفكير العاقل والسلوك
الهادف ذي التأثير الفعال في البيئة. حيث تعتبر
متلازمة داون واحدة من أكثر صور التخلف الذهني المتوسط و الشديد. www.6alalamadda7.com)
)
كما أن نسبة الذكاء و التي
تساوي العمر العقلي على العمر الزمني، تصبح منخفضة كلما زادت قيمة العمر الزمني
وبقيت قيمة العمر العقلي على حالها، و أن تراجع نسبة الذكاء عند هؤلاء الأطفال مع
تقدم السن يدل على تراجع الوظيفة العقلية و المعرفية للمصاب.
(Randal et Lambert : 1970, p48)
2.3.5.الإحساس و الإدراك: لقد بينت دراسة الميول البصرية و ذلك بمقارنة مجموعة من
الأطفال العاديين و مجموعة من الأطفال المصابين بمتلازمة داون لهم نفس
الأعمار(تبلغ أعمارهم ثمانية أشهر)، أن الميول البصرية عند المصابين بمتلازمة داون
هي أقل بكثير منها عند الأطفال العاديين مع تأخر زمني واضح، و يرجع هذا إلى بطئ
العمليات الإدراكية. (Randal et Lambert : 1970,
p50)
4.3.5.الانتباه: إن ضعف النمو العقلي يؤثر على الكفاءة الإنتباهية لدى
الأطفال، فكلما كان النمو العقلي ضعيف و لا يتماشى مع العمر الزمني فإن ذلك سوف
يؤدي إلى ضعف المراكز العصبية بالمخ المسؤولة عن الانتباه و بالتالي تظهر على
الطفل أعراض اضطراب الانتباه. (www.iraqacad.org)
5.3.5.الذاكرة: لقد بينت الأبحاث التي تناولت دراسة الذاكرة قصيرة
المدى عند الأطفال المتخلفين ذهنيا عامة و الأطفال المصابين بمتلازمة داون خاصة،
والتي قام بها كل من(إلس، سيجل، فوشي) بينت أن مدة بقاء المعلومات المخزنة في
الذاكرة قصيرة المدى عند الأطفال العاديين أطول بكثير منها عند الأطفال المصابين
بمتلازمة داون.(Randal et Lambert : 1970, p58)
6.خصائص النمو اللساني والاتصالي لدى طفل متلازمة
داون بالمقارنة مع الطفل العادي:
تلعب اللغة دورا هاما في
التعلم والتواصل الاجتماعي، لذلك فإن سلامتها مهمة جدا للفرد حتى يستطيع التواصل
مع غيره.لكننا نجد أن الأطفال الحاملين لمتلازمة داون يعانون من صعوبات كثيرة إذا
ما قورنوا مع الأطفال العاديين، فالأشهر الأولى من حياة الطفل و والديه و بالأخص بين
الطفل و الأم و هذا حتى قبل ظهور اللغة المنطوقة، فالاتصال لا ينحصر في اللغة
المنطوقة فقط، بل هناك وضعيات يتم فيها الاتصال بين الطفل و الأم كالنظر، فهذا
التبادل عن طريق النظرات يتطور خلال الأسابيع الأولى من ولادة الطفل، و بعد أسابيع
قليلة من ذلك تظهر أولى دورات الاتصال، أين يستجيب الطفل العادي حديث الولادة بصفة
غير لفظية"حين يحاط بالعناية و الاهتمام الكافيين و كذا المثيرات
المحفزة" وتدخلات الوالدين عن طريق الصراخ، الابتسامات، و أصوات أخرى
مختلفة.و ابتداءا من بلوغ الطفل الشهر الثالث أو الرابع تظهر الدورة الحوارية على
مستوى الفوق مقطعية التي يتبادلها مع والديه وخاصة مع الأم و التي تكون مفتعلة من
طرف الراشد أولا، و ليس قبل بلوغ الطفل الجزء الثاني من السنة الأولى من عمره لكي
تظهر مشاركته المكثفة و النشطة في البناء ما قبل الحواري مع نظيره الراشد ، حيث
نجد أن الطفل أصبح قادرا على وضع التوقفات لبعض الوقت بين إرسالا ته الصوتية، بغرض
ترك فرصة الرد و التدخل من طرف الشريك.وعليه بناء حوار على مستوى الفوق اللفظي و
تبادل الأدوار بين المتحاورين يظهر مع نهاية السنة الأولى من عمر الطفل العادي.
فكيف يكون هذا التطور عند
الطفل المصاب بمتلازمة داون؟
يوصف الرضيع الحامل
لمتلازمة داون بأنه جد هادئ في الغالب، جامد وردود أفعاله قليلة، و إذا تم مقارنته
بالرضيع العادي من نفس العمر نجده يدخل في دورة اتصالية مع والديه بشكل متأخر،
غالبا بعد بلوغه 5 أشهر أو 6 أشهر بينما تظهر عند الرضيع العادي ابتداءا من بلوغه
الشهر الثالث.كما أن ظهور البناء الحواري عند الرضيع المصاب بالمتلازمة بالاشتراك
مع الراشد حسب النموذج قبل الحواري مع التبادل و احترام الأدوار الحوارية متأخر إذ
يظهر قبل بداية الجزء الثاني من السنة الثانية من العمر، بينما تظهر مع نهاية
السنة الأولى من عمره، وهذا ما يسبب تأخر تطور اللغة المنطوقة عند الطفل الحامل
لمتلازمة داون.
وقد أكدت نتائج دراسة Smith(1977) و التي تحصل عليها من خلال دراسة
الإرسالات الصوتية لمجموعتين "الأولى لرضع يعانون من المتلازمة، والثانية
لرضع عاديين يبلغ سنهم في كلا المجموعتين 13 شهرا"، و أن الإرسالات الصوتية
للرضع العاديين لا تختلف عن تلك المنتجة من طرف رضع متلازمة داون، وذلك من ناحية
عدد الصوائت، الصوامت، و الأصوات التي لا تنتمي إلى لغة محيطهم.
غالبا ما يظهر طفل متلازمة
داون سنة من التأخر بالمقارنة مع الطفل العادي في ظهور الكلمات الأولى
مثل:"ماما" و "بابا"، والتقدم في اكتساب المفردات لدى الطفل
المصاب بالمتلازمة يكون بعد بلوغه 3 سنوات أو 4 سنوات، وكذا مخزون كلماته التي
يمكن له فهمها و إنتاجها يستمر بانتظام لكن بصفة بطيئة دائما.
يظهر طفل متلازمة داون
صعوبات في كيفية نطق الأصوات المكونة للكلمات، فكلامه يكون غير مفهوم بالمقارنة مع
العادي من نفس السن، أو حتى الأصغر منه.و الصعوبات اللفظية تخص الصوامت و بالتحديد
تلك التي تظهر في نهاية الطور اللفظي العادي (f,v,j,ch,s,l,z)، وتتأزم هذه الصعوبات عندما تظهر
هذه الصوامت في كلمات طويلة أو صعبة النطق، و يرجع سبب هذه الصعوبات في التلفظ إلى
الارتخاء العضلي لأعضاء النطق، و تأخر النضج العصبي الحركي، و أحيانا إلى عجز سمعي
يتراوح بين الخفيف و العميق.
و تتميز لغته بالأسلوب
التلغرافي أي خالية من أدوات الربط و العطف مقتصرة على الأفعال و النعوت، معبرة عن
المظاهر بدون أي بنية فوق تركيبية، و عند بلوغه 5 أو 6 سنوات تكون عباراته قد
تطورت أكثر، و يظهر استعماله لبعض أدوات
الربط و أداة التعريف، هذا وتبقى لغة طفل و مراهق متلازمة داون فقيرة تغلب عليها
عبارات عدد كلماتها متوسط و أغلبها في الزمن الحاضر مع حذف الألفاظ النحوية
الصرفية و ربط قليل بداخلها، و الخطاب عامة بسيط على مستوى البنى التركيبية
المستعملة.
و مع ذلك نجدها تحمل محتوى دلالي مكيف ووضعية مستعملة فيها، وتحترم القواعد
المتعارف عليها خلال التبادلات التي تحدث عند المحادثة.
(عقيدة اعتدال:
2011، ص24-28)
7.مراحل اكتساب اللغة لدى
أطفال متلازمة داون:
1.7.مرحلة ما قبل اللغة:
1.1.7الصراخ: صراخ أطفال متلازمة داون أقل نشاط و فعالية و يدوم
لفترة قصيرة مقارنة بالصراخ الذي يصدره الأطفال العاديين، كما يكون مستوى المقطع
النبري للأصوات المنتجة مختلفا مقارنة مع الأطفال العاديين، ويكون الصراخ عند هذه
الفئة المصابة بمتلازمة داون شبيها بالصراخ عند العاديين، حيث لا نفرق بين صراخ
الفئتين.
2.1.7.المناغاة: تكون المناغاة و الأصوات الصادرة من قبل الأطفال
المصابين بمتلازمة داون تقريبا لا تختلف عن المناغاة و الأصوات الصادرة من قبل
الأطفال العاديين، حيث أن عدد الصوامت و الصوائت و الأصوات المنتجة و التي تنمي
الكلام متشابهة بالنسبة للفئتين.
3.1.7.التقليد و الإيماءات: تتأخر مرحلة التقليد نوعا ما عند أطفال متلازمة داون،
حيث أن لديهم ضعفا في القوة العقلية التي تسمح بإنتاج حركة أعضاء الكلام بطريقة
صحيحة، و كذلك يتأخر عنصر الفهم نظرا لضعف القدرات الذهنية.
(www.alriyadh.com)
2.7.مرحلة اللغة:
1.2.7.مرحلة الكلمة: وهي تعبير عن مقدرة الطفل على إنتاج كلمة واحدة ذات
دلالة مثل:(روح، تعال...)، وما هو متعارف عليه أن التطور الطبيعي لهذه المرحلة من
سنة إلى ثلاث سنوات، أما عند أطفال متلازمة داون فإن هذه المرحلة تتأخر إلى مدى
عمري بين 18 شهر و 10 سنوات.
2.2.7.مرحلة الجملة
والكلام: هنا تظهر قدرة
الطفل على التحدث للآخرين بمستويات مختلفة في مدى عمري بين 3 إلى 7 سنوات، أما
أطفال متلازمة داون فإنهم يتأخرون كثيرا للوصول إلى هذه المرحلة، وللأسف فإن بعضهم
قد لا يصل إلى هذه المرحلة.
(يوسف فوزي: 2002 ، ص21-22)
خلاصة:
يمكننا القول أن متلازمة
داون تحدث في كل المجتمعات وفي كل الطبقات ، نتيجة عدة عوامل و أسباب مجهولة، و
بالرغم من أن بعض الدراسات أثبتت دور العوامل إلا أن السبب الرئيسي في حدوث هذا
الخلل لا يزال مجهولا، و بالتالي لم يكتشف علاج لهذا الخلل، لكن رغم ذلك و مع تقدم
الطب أصبح بإمكان هذه الفئة العيش كالأشخاص العاديين، أي يكونون مستقلين ومندمجين
في المجتمع.
Commentaires
Enregistrer un commentaire